خط سكة حديدية يشكل رهانا لتطبيع العلاقات بين تركيا وارمينا


في حين اعلنت انقرة ويريفان انهما اتفقتا على "خارطة طريق" لتطبيع علاقاتهما، تكثفت الاشغال على جانبي الحدود لانجاز خط سكة حديدية لنقل البضائع عبر القوقاز.
ويتطلع مشروع الخط الحديدي الذي بدا سنة 2004 بين كارس (شمال شرق تركيا) وتبيليسي وباكو الى ان يكون همزة وصل بين اوروبا الغربية واسيا الوسطى ثم الشرق الاقصى عبر تركيا وحلفائها القوقازيين.
والهدف هو نقل مليون راكب و6,5 ملايين طن من البضائع بحلول 2011 سنة تدشين الخط كما هو متوقع، قبل ان ينقل في 2034 ثلاثة ملايين راكب و17 مليون طن من البضائع.
ورصدت كل من اذربيجان وجورجيا وتركيا في تموز/يوليو 2008 لدى انطلاق الاشغال على الجانب التركي بحضور رؤساء البلدان الثلاثة، ميزانية بنحو 450 مليون دولار (285 مليون يورو في حينه) لبناء طريق الحرير الجديدة هذه.
لكن الاشغال تاخرت بسبب الاحوال الجوية الصعبة في منطقة جبلية تسجل كل شتاء ارقاما قياسية في الحرارة المتدنية.
واعلن ياسر اونلو مدير المشروع في شركة بايجل المكلفة بناء الجانب التركي من السكة الحديدية وطوله 76 كلم تربط كارس بالحدود الجورجية لفرانس برس "عملنا كل فصل الشتاء ليل نهار احيانا في طقس سجلت فيه حرارة 35 درجة تحت الصفر".
لكن فرق العمل في بايجل -400 عامل في الوقت الراهن والف اعتبارا من ايار/مايو- لم تتقدم الا في حفر الخنادق لمرور السكة، وبالكاد بدات مرحلة وضع الاسمنت.
واكد اونلو ان التكاليف ارتفعت: "كنا نتوقع 300 مليون ليرة تركية (140 مليون يورو) للقسم التركي لكننا بتنا حاليا نقدر التكاليف النهائية بنحو 450 مليون ليرة".
واضاف ان الاعمال جارية منذ العام 2007 على كامل الخط الممتد داخل الاراضي الجورجية والذي يبلغ طوله 26 كلم.
ولا يخفي الفريق التركي ان احد رهانات المشروع هو قطع الطريق على ارمينيا التي كانت تضمن حتى 1993 التواصل بين تركيا وجيرانها في الشمال.
واعلن ظافر كراتس مراقب الاعمال ان "هدفنا هو بناء خط للالتفاف وتفادي عبور ارمينيا لانها بلد مشاكل".
وانقطعت حركة السير بين كارس وجيومري (غرب ارمينيا) سنة 1993 عندما اغلقت تركيا حدودها مع ارمينيا دعما لحليفتها اذربيجان في النزاع القائم بين البلدين حول منطقة ناغورني قره باخ.
ومن الجانب الارمني لم ينتظر مسؤولو السكك الحديدية في القوقاز الجنوبي، وهي شركة روسية مكلفة منذ حزيران/يونيو 2008 نظام السكك الحديدية الارمني، اعلان العاصمتين الاربعاء اقامة "خارطة طريق" تهدف الى تطبيع علاقاتهما للتطلع الى اعادة فتح الخط بين كارس وجيومري.
واعلن مسؤول في الشركة مؤكدا ان اعمال التجديد متواصلة في بقية الشبكة، ان "الخط الذي يصل الحدود التركية بجيومري تم تجديده قبل زيارة الرئيس التركي عبد الله غول الى يريفان في ايلول/سبتمبر".
وكانت زيارة غول بمناسبة مباراة في كرة القدم، انطلاقة لتكثيف المباحثات بين العاصمتين.
الا ان اونلو قال "ليس من شان التغيير في العلاقات التركية الارمنية ان يطعن في مشروع" كارس-تبيليسي-باكو.

0 التعليقات: